علي العيساوي: انتظروا عملاً من إنتاج بحريني

تعددت مواهبه بين الغناء والتلحين والتمثيل
علي العيساوي: انتظروا عملاً من إنتاج بحريني


الوقت - سكينة الطواش:
زار الفنان العراقي الشهير علي العيساوي البحرين بدعوة من فندق الريجنتد بلس وصاحبه فتحي البصري، وأثناء لقاءنا به فجر العيساوي مفاجأة من العيار الثقيل عندما صرح بأنه ''سيكون أول فنان يتم الإنتاج له عن طريق جهة إنتاج بحرينية داخلة بقوة إلى السوق تحت رئاسة فتحي البصري''. واصفا ذلك بأنه عندما ''يلتقي الكرم البحريني بالفن العراقي ينتج عمل راق مسوق بشكل خاص بمزايا معينة''.
طفولة فنية مبكرة
يعود علي العيساوي بذاكرته للوراء فيقول كنت ''اغني منذ أن كان عمري 8 سنوات، صوتي الجميل لا يعود لي فقط ولكن لسائر عائلتي ولكنهم لم يحترفوا الغناء، وأنا أجيد العزف على آلة الأورج، الفلوت، والأكورديون. ويتذكر مواقف أبيه الشاعر محمود العيساوي الذي كتب أغنيته الشهيرة ''دوارة''، وأغنية أخرى بعنوان ''بعد ما ربك انطاك'' وغيرها من الأغاني التي لاقت رواجا، ليقول أبي كان صديقا لي، وكان يؤمن بموهبتي ولكنني لم أتعاون معه كثيرا على صعيد الكلمة''.
متشبث باللون العراقي
ومن الملاحظ على العيساوي تشبثه بلونه العراقي الحزين، وفي ظل اندماج الفنون مع بعضها البعض أصبح من الطبيعي أن يغني فنانون لهجة غير لهجتهم سعيا منهم في تحقيق أكبر قدر من الشهرة والنجومية وحول هذا الموضوع قال ''هويتي هي العراقية لا أستطيع أن أغير طريقتي في الغناء فمن الممكن أن أقدم أغاني بلهجات عربية غير اللهجة العراقية ولكن سأقدمها بالروح والنبرة العراقية، كما أن دخول مشروع غنائي يتضمن لهجة غير لهجتي ليس بالأمر الهين''.
و يواصل ''بلدي العراق هي بلد الفن والمدارس الفنية ولهذا لا أستطيع الابتعاد عن هذا اللون''. ويكمل ''فأنا أستمع لمدارس كثيرة منها الفنان ناصر الحكيم، يوسف عمر، ناظم الغزالي، محمد القبنجي، سعدون جابر، فاضل عواد، كاظم الساهر، حاتم العراقي. و لعل أكثر ما يشد المستمع هو تلك النبرة الحزينة التي تتواجد في الأصوات العراقية بشكل عام، وبشكل قوي في صوت العيساوي على وجه الخصوص وبرأيه يعود هذا السبب في ''رغبة المستمعين بالاستماع للطرب الأصيل والسلطنة وخاصة الموال، وهذا الأمر نسبي كما أن الظروف التي مر بها العراق ليس بالأمر السهل وهذا أحد الأسباب التي قد تضفي صفة الشجن على الأصوات العراقية''.
قد يحتار المستمع العربي في تحديد سبب نجاح الأغنية العراقية فتارة يجذبه إيقاعها، وتارة تجذبه الأصوات العراقية، وأحيانا يعجب بمفرداتها المميز ولكي يريح العيساوي جمهوره من هذه الحيرة قال ''مما لا شك فيه أن سر نجاح الأصوات العراقية هي تأثرها بالمدارس الفنية القديمة، حيث لا تخلو إحدى الأصوات العراقية المعاصرة من تجارب لأغاني تخص المدارس الفنية العراقية والتي تساهم بلا شك في انتشاره، ولكنني أرى أن الأصوات الجميلة والحقيقية معدودة على الأصابع، ولهذا أنا استغرب من بعض الأصوات العراقية التي تغني ألحانا هي بالأصل لأغان تركية لأن نجاحها لا يدوم فإذا أراد أن يغني في تركيا من المفترض أن يقدم فن بلده يا ترى ماذا سيكون موقفه لو غنى ألحانا تركية؟''.
ظروف العراق أثرت في نجاحه
على رغم شعبية الفنان العراقي علي العيساوي وسطوته خاصة عند الوسط الشبابي العاشق للفن العراقي فإننا بتنا لا نراه في مصاف الأسماء العراقية اللامعة في سماء الفن العربي، وما من شك في قدراته الفنية وتميز صوته بالطبقات العالية التي ندر وجودها هذه الأيام ولكن العيساوي يرجع السبب إلى ''أن شركة الإنتاج وهي ''الخيول'' التي كنت أتعاون معها لم تكن توفر الدعم الإعلامي لي وهي مؤخرا قد بيعت لروتانا''. ويتابع ولكن ''لا أستطيع القول إني ابتعدت فاسمي اشتهر كفنان عراقي على مستوى الوطن العربي في فترة وجيزة ومنذ العام ,1990 إضافة إلى أني أحب أن أتأنى في اختيار خطواتي الفنية وقد يكون هذا هو السبب الرئيس الذي قد يجعل البعض يظن أني مقل أو مبتعد على عكس نجوم العراق في هذه الفترة''. و نتيجة لتجربة معاناة مع مؤسسة إنتاج تدعى ''فرح'' كان يعيشها العيساوي لمدة 12 سنة بسبب الاحتكار نراه الآن يتوجه ضد هذا المبدأ، فهو يطمح لشركة معروفة تخدمه''.
الحالة الأليمة التي يعيشها العراق المصاب وشعبه كانت عاملا رئيسا في تثبيط نشاط العيساوي فهو الآن مقيم بسوريا متمنيا عودة السلام للعراق الذي مازال بعيدا عنه قبل دخول القوات الأميركية إليه'' على حد قوله. وفي ظل الظروف المؤلمة التي يعيشها العراق بتنا نرى كثافة في الإنتاج الغنائي من قبل الأصوات العراقية المهداة إلى العراق فهم يرونه واجب وطني وعلى هذا الأساس يوافق العيساوي أنه ''لابد أن يغني للعراق ولكن كل شي يجب أن يأتي في وقته المناسب''.
أغاني الابتذال
اتجهت الأنظار في الفترة الأخيرة إلى أغاني الفاكهة التي تعتمد بشكل أساسي على الرقص العراقي، حيث وصفها العيساوي بأنها ''أغان مبتذلة لا تمت للفن العراقي بصلة، وما هي إلا فقاعة وستختفي''. وقد يبدو جليا أن ''رفض العيساوي لمثل هذه الأعمال المبتذلة كان أحد الأسباب التي جعلته بمنأى عن إطار المنافسة التي تسيطر عليه أسماء عراقية معروفة''. وفي زمن انتشار الفيديو كليب وسطوته على الفضائيات العربية التي تضم أشكالا مختلفة له ''رفض العيساوي بدوره تقديم أي تنازلات بهذا الشأن معتبرا أن الفنان الذي يثق بفنه وبعناصر أغنيته وبحضوره ليس مضطرا إلى وضع مشاهد مخلة أو راقصة، والذي يلجأ إلى هذا الطريق قد يكون لديه خلل ما بفنه أو بانتشاره''. يذكر أن تلفزيون البحرين قد سبق ان صور للعيساوي 3 أغاني على طريقة الفيديو كليب وكانت من إخراج فاضل الكواري.
مواهب متعددة
واللافت أن موهبة العيساوي تتعدى حدود الغناء لتتطرق إلى التلحين والكتابة والتمثيل فتجربة التلحين ''تجلت مع عدد من الفنانين ولعل آخر نتاج له على صعيد الكلمة واللحن للفنان ماجد المهندس في أغنية ''مو قلنا خلاص''، فيما اعترف العيساوي أنه يعمد أحيانا إلى عدم وضع اسمه على الألحان التي يقدمها لزملائه الفنانين لحاجة في نفسه'' على حد تعبيره. أما عن موهبة التمثيل فلقد كانت للعيساوي ''تجربة سينمائية عراقية في بداياته ''فكان الفيلم بعنوان ''جسر نحو الشمس'' وكانت تجربة جميلة، فهذا الفيلم حاز على إعجاب عدد من الفنانين الذين شهدوا بأني ممثل درجة أولى وأن ما اتضح لهم من هذه التجربة كان يشعرهم بأني محترف تمثيل على رغم أنها تجربتي الأولى''. وكان من المحتمل أن يخوض العيساوي تجربة تمثيل ثانية من خلال مسلسل درامي لكن لم يتم الاتفاق على تفاصيله فألغيت الفكرة''. ويتابع ''إذا عرضت علي فكرة تكرار التجربة للمرة الثانية بالطبع سأوافق إذا حازت الفكرة على إعجابي''. و''يحافظ العيساوي على صداقاته مع الفنانين فتجمعه علاقة طيبة بين كل من الفنان كاظم الساهر، ماجد المهندس ولكن انشغالات هؤلاء قد تمنعه من التواصل معهم''.
ويستدرك العيساوي قوله ''إن لم أكن على علاقة صداقة مع زملائي الفنانين ففي المقابل أكن احتراما لهم''.
مفاجآت
يستعد علي العيساوي ''للتحضير لألبومه القادم الذي يحتوي على 10 أغان وسيكون من إنتاج شركة الجزيرة''. ولأول مرة في الوسط الغنائي أعلن العيساوي انه ''بصدد تصوير فيديو كليب لأول موال قدمه من كلماته وهو بعنوان (مخطوبة) ليكون بذلك أول مطرب يصور موالا على طريقة الفيديو كليب''. يذكر أن آخر ألبوم له طرح بالأسواق كان بعنوان ''وحدك سهران الليل''. وفي استفتاء خاص بمجلة كل الأسرة في عام 2001 حاز العيساوي على المركز الثاني بعد الفنان كاظم الساهر لأكثر الفنانين شعبية و''يفخر العيساوي بدوره بهذا التقدير ويشكر بدوره الجمهور المتذوق لكل فن جميل''. شكر العيساوي بدوره ومدير أعماله أبو رامي ''كل من مجموعة فتحي البصري للفنادق، ونقول للمعجبين انتظروا الكرم البحريني عندما يعانق الفن العراقي''.